Home Page
cover of Alexeer 21- منزلة الرجاء
Alexeer 21- منزلة الرجاء

Alexeer 21- منزلة الرجاء

Mohamed Ahmed

0 followers

00:00-12:31

Nothing to say, yet

0
Plays
0
Downloads
0
Shares

Audio hosting, extended storage and many more

AI Mastering

Transcription

منزلة الرجاء قال الله تعالى أولئك الذين يدعون يبتغون ردهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمة ويخافون عذابه فابتغاء الوسيلة إليه طلب القرب منه بالعبودية والمحبة فذكر مقامات الإيمان الثلاثة التي عليها بنائه الحب والخوف والرجاء وفي صحيح مسلم عجابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بالثلاث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه وفي الصحيح هنو صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل هنى عند ظن عبدي به فليظن به ما شاء الرجاء حاد يحذ القلوب إلى بلاد المحبوب وهو الله والدار الآخرة ويطيب لها السير والفرق بينه وبين التمني أن التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد والرجاء يكون مع بدل الجهد وحسن التوكل فالأول كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها ويأخذ زرعها والثاني كحال من يشق أرضه ويفلحها ويبذرها ويرجو طلوع السرع ولهذا أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصح إلا مع العمل والرجاء ثلاثة أنواع نوعان محمودان ونوع غرور مذموم فالأولان رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله فهو راجل لسواب ورجلا هزنذ ذنبا ثم تاب منه إلى الله تعالى فهو راجل لمغفرة والثالث رجلا متماد في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب والثالث نظران نظر إلى نفسه وعيوبه وآفات عمله يفتح عليه باب الخوف ونظر إلى سعات فضل ربه وكرمه وبره يفتح عليه باب الرجاء قال أبو علي الرذذاري رحمه الله الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استوى استوى الطير واتم طيران وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص وإذا ذهب صار الطائر في حد الموت قال يحيى ابن معاذ رحمه الله يكاف رجائي لك مع الذنوب يغلب على رجائي لك مع الأعمال لأني آجدني أعتمد في الأعمال على الإخلاص وكيف أحرزها وأنا بالآفات معروف وأجدني في الذنوب أعتمد على عفوك وكيف لا تخفرها وأنت بالجود موصوف ورجاء منها جل منازلهم وأعلاها وأشرفها وعليه وعلى الحب والخوف مضار الصير إلى الله وقد مدح الله أهله وأثنى عين فقال لقد كان لكم في رسول الله بسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوما آخر وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه عز وجل يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي وقد روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي مريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي دي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسي ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملة ذكرته في ملة خير منه وإن اقترب إليه شفرا اقتربت إليه ذراعا وإن اقترب إليه ذراعا اقتربت إليه ذاعا وإن أتاني يمشي أتيتم هرولا فقوة الرجاء على حسب قوة معرفة الله وأسماه وصفاته وغلغت رحمته غضبة ولولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح وهدمت صوامع وبيع وصلوات فمساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطعام ولولا ريثه الطيبة لما جرت سفن الأعمال في بحر إرادات وعلى حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء وكل محب الراج خائف بالضرورة فهو أرجى مع ما يكون لحبيبه أحب ما كان إليه وكذلك خوفه فإنه يخاف سقوطه من عينيه واضطرط محبوبه لهم وإبعاد واحتجابهم عنه فخوفه أشد خوف ورجاءه لمحبوبه ذاتي للمحبة فإنه يرجوه قبل لقائه والرسول إليه فإذا لقياه ووصل إليه اشتد الرجاء لما يعطن به من حياة الروح ومن نعيم قلبه من أوطاف محبوبه وبره يقباله عليه ونظره إليه بعين الرضا وتأهيله لمحبته وغير ذلك مما لا حياة للمحب ولا نعيم ولا فوز إلا بوصوله إليه من محبوبه فرجاءه أعظم رجاء وأجله وأتم فتأمل هذا الموضع حق التأمل يطلع فيه على أسرار عظيمة من أسرار العبودية والمحبة فكل محبة مصعوبة للخوف والرجاء وعلى قدر تمكنها من قلب المحب يشتد خوفه ورجاءه لكن خوف المحبة لا يصحبه وحشا بخلاف خوف المسيط ورجاء المحبة لا يصحبه أعلى بخلاف رجاء الأجير فإذا رجاء المحبة من رجاء الأجير وبينهما كما بين حالهما وبالجملة فالرجاء ضروري للمريد الثالث ولعارف لو فرقه لحظة لتلف أو كاد فإنه دائر بين ذنب يرجو غفرانة وعيب يرجو صداحة وعمل صالح يرجو قبولة واستقامة يرجو حصولها أو داومها وقرب من الله ومنزلة عنده يرجو أصوله إليها ولا ينفك أحد من الثالكين عن هذه الأمور أو عن بعضها والرب تعالى ليس له ثغر عند عبده فيبركه بعقوبته ولا يتشكف بعقابه في ملكه متقال ظر ولا ينقص مغفرته لو غفر لأهل الأرض كلهم لم ينقص متقال ظر من ملكه كيف؟ والرحمة أوسع من العقوبة وأصدق من الغضب وأغلب لا وقد كتب على نفسه الرحمة ومن ثمار الرجاء إظهار العبودية والفاقة والحاجة إلى ما يرجوه من ربه ويستشرفه من إحسانه وأنه لا يستغنى عن فضله وإحسانه طرف تعين أنه سبحانه يحب من عباده أن يؤملوه ويرجوه ويسألوه من فضله لأنه الملك الحق الجواد أدود من سئل وأوسع من أعطى أحب إبناء إلى الجواد أن يرجع ويؤمل ويسأل وفي الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه والسائل راج وطالب فمن لم يرجو الله يغضب عليه أن الرجاء حاد يحذو به في سيره إلى الله ويطيب له المسير ويحسه عليه ويبعثه على ملازمته ويقول للرجاء لما صرى أحد فإن الخوف وحده لا يحرك العبد وإنما يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحذوه الرجاء أن الرجاء يطرحه على عتبة المحبة ويطيه في دهل زهى فإنه كلما اشتد رجائه وحصل له ما يرجوه زاد حبا لله تعالى وشكرا له ورضا عنه أنه يبعثه على أعلى المقامات وهو مقام الشكر الذي هو خلاصة العبودية فإنه إذا حصل له ما يرجوه كان ذلك أدعى لشكره أنه يوجب له المزيد من معرفته بأسمائه ومعانيها ويتعلق بها فإن الرجاء تعلق بأسماء الإحسان وتعبد بها ودعاء بها وقد قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها أن المحبة لا تنفك عن الرجاء كما فقدم فكل واحد منهما يمد الآخر ويقوي أن الخوف مستلزم للرجاء والرجاء مستلزم للخوف فكل مراج خائف وكل خائف مراج ولأجل هذا حسن وقوع الرجاء في موضع يحسن فيه وقوع الخوف قال الله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا قال كثير من المفسرين ها المعنى ما لكم لا تخافون بالله عظما قالوا والرجاء بمعنى الخوف والتحقيق أنه ملازم له أن العبد إذا تعلق عنده برجاء ربه فأعطاه ما رجاء كان ذلك ألطف موقعا وأحلى عند العبد وأبلغ من حصول ما لم يرجه أن الله عز وجل يريد من عباده تكميل مراتب عبوديته من الزلل والانكسار والتوكل والاستعانة والخوف والرجاء والصبر والشكر والرضا والإنابة وغيرها ولهذا قدر عليه الذنب والتلاه به لتكميل مراتب عبوديته بالتوبة التي هي من أحب عبوديات عبده إليه فكذلك تكميلها بالرجاء والخوف أن في الرجاء من الاتظار والترقب والتوقع بفضل الله ما يوجد تعلق القلب بذكره ودوام الانتفاة إليه بملاحظة أسمائه وصفاته وتنقل القلب في رياضها الأنيقة وأخذه بنصيبه من كل إسم وصفة

Listen Next

Other Creators