Home Page
cover of Alexeer 30-منزلة الصدق
Alexeer 30-منزلة الصدق

Alexeer 30-منزلة الصدق

Mohamed Ahmed

0 followers

00:00-11:39

Nothing to say, yet

Voice Overspeechtrickledribblestreampour
0
Plays
0
Downloads
0
Shares

Audio hosting, extended storage and many more

AI Mastering

Transcription

منزلة الصدق هي منزل القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين هو القوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران وهو سيف الله في أرض الذي ما أوضع على شيء إلا قطع ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرع من صال به تنترد صولتا ومن ناطق به أعلت على الخصوم كلمتا فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال وهو أساس بناء الدين وعمود خصاط اليقين ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين ومن مساكنهم في الجنان تجري العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار مدد متصل ومعين وقد أمر الله سبحانه أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين وخص المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وقسم الله سبحانه الناس إلى صادق ومنافق فقال ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم والإيمان أساسه الصدق والنساق أساسه الكذب فلا يجتمع الكذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر وقال والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما شاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله فالصدق في هذه الثلاثة فالصدق في الأقوال استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد والصدق في الأحوال استواء القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق وبحث بكمال هذه الأمور فيها وقيامها به تكون الصديقية ولذلك كان الأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه زروة سنام الصديقية حتى سمي الصديق على الإطلاق والصديق أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الإنقياد للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الإخلاص للمرسل وقد أمر الله سبحانه ورسوله أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق فقال وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ صُلْطَانًا نَصِيرًا وأخبر عن خليلي إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه سأله أن يهبى له لسان صدق في الناس فقال وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صُدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وبشر عباده بأن لهم عنده قدم صدق ومقعد صدق فقال تعالى وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صُدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ وقال إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَد صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ فهذه خمسة أشياء مدخل الصدق ومخرج الصدق ولسان الصدق وقدم الصدق ومقعد الصدق وحقيقة الصدق في هذه الأشياء هو الحق الثابت المتصل بالله والموصل إلى الله وهو ما كان به وله من الأقوال والأعمال وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة فمدخل الصدق ومخرج الصدق أن يكون دخوله وخروجه حقا ثابتا بالله وفي مرضاته متصلا بالظفر بالقرية وحصول المطلوب ضد مخرج آل الكذب ومدخله الذي لا غاية له يوصل إليها ولا له ساق ثابتة يقوم عليها كمخرج أعداءه يوم بدر ومخرج الصدق فمخرجه هو وأصحابه في تلك الغزوة وكذلك مدخله المدينة كان مدخل صدق بالله ولله وابتغاء مرضات الله فاتصل به التأييد والظفر والنصر وإتراك ما طلبه في الدنيا والآخرة بخلاف مدخل الكذب الذي رام أعداءه أن يدخلوا به المدينة يوم الأحساب فإنه لم يقوم بالله ولا لله بل محادثا لله ورسوله فلم يتصل به إلا الخذلان والبوار وأما لسان الصدق فهو الثناء الحسن عليه صلى الله عليه وسلم من سائر الأمم بالصدق ليس ثناءا بالكذب كما قال عن إبراهيم وجريته من الأنبياء والرسل ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا والمراد باللسانها هنا الثناء الحسن وأما قدم الصدق ففسر بالجنة وفسر بمحمد صلى الله عليه وسلم وفسر بالأعمال الصالحة وحقيقة القدم ما قدموه ويقدمون عليه يوم القيامة ويقدموا الأعمال والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقدمون على الجنة التي هي جزاء ذلك وأما مرعب الصدق فهو الجنة عند الرب تبارك وتعالى ووصف ذلك كله بالصدق مستلزم سبوته واستقراره وأنه حق ودوامه ونفعه وكمال عائدته فإنه متصل بالحق سبحانه كاء به ولله قال عبد الواحد ابن زين الصدق الوفاء لله بالعمل وقيل موافقة السر آل نطق وقيل سواء السر والعلانية يعني أن الكاذب علانيته خير من سريرته كالمنافق الذي ظاهره خير من باطنه إن الصادق مقلوبه رطع ربه وتنفيذ آوامره وتتبر محابه فهو متقلب فيها يسير معها أين توجهت ركائبها ويستقل معها أين استقلت مضاربها فبينما هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره ومن أنواع أنفع ثم في أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو في قيام بسبب فيه المعرة للدين والدنيا ثم في عيادة وريض أو تشييع جنافة أو نصر مظلوم إن أمتن إلى غير ذلك من أنواع القرب والمنافع لا يملكه رسم ولا عادة ولا وطة ولا يتقيت بخيد ولا إشارة ولا بمكان معين لا يصلي إلا فيه وزي معين لا يلبس سوى وعبادة معينة لا يتفت إلى غيرها مع فضلها عليها في الدرجة وبعدنا بينهما كبعدنا بين السماء والأرض فإن البلاء والآفات والرياء والتصنع وعبادة آل نفس وإيثار مرادها والإشارة إليها كلها في هذه الأوضاع والرسوم والقيود التي حبست أربابها عن السير إلى قلوبهم فضلا عن السير من قلوبهم إلى الله تعالى فإذا خرج أحدهم عن رسمه وطعه وزيه وقيده وإشارته ولو إلى أفضل منه استهجن ذلك ورآه ناقصا ورآه نقصا وسقوطا من أعين الناس وانحطاطا لرتبته عندهم وهو قد انحط وسقط عن عين الله وأيضا فحمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزاء فهم يتقلبون أحته تقلب الحمال بالحمله الثقيل والرياء والكذب خفيف كالريشة لا يجد له صاحبه ثقلا ألبطة فهو حامل له في أي موضع تفض بلا تعب ولا مشقة ولا ألفة ولا يتقلب تحت حمله ولا يجد ثقله

Listen Next

Other Creators