Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
توقفوا قال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين وقال عن أصحاب نبيه الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وفي الصحيحين وفي السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترخون ولا يتطيرون ولا يكتون وعلى ربهم يتوكلون وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يمتون وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا لو أنكم تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق أطير تبدو خماصا وتروح بطانا وفي السنن عن أناس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له أديتا ووقيتا فيقول الشيطان لشيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي التوكل نصف الدين ونصفه الثاني فإن الدين استعانة وعبادة فالتوكل هو الاستعانة والعبادة هي العبادة ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها ولا تزال معمورة بالنازلين لفعة متعلق التوكل وكثرة حوائج العالمين وعموم التوكل ووقوعه من المؤمنين والقفار والأذرار والفجار والطير والوحش والبهائم فأهل السماوات والأرض المكلفون وغيرهم في مقام التوكل وإن تباين متعلق توكلهم فأوليائه وخالفته متوكلون عليه في حصول ما يرضيه منهم وفي إقامته في الخلق فيتوكلون عليه في الإيمان ونصرة دينه وإعلاء كلماته وجهاد أعدائه وفي محابه وتنفيذ أوامره ودون هؤلاء من يتوكل عليه في استقامته في النفس وحفظ حاله مع الله فارغا من الناس ودون هؤلاء من يتوكل عليه في معلوم يناله من رزق أو عافية أو نصر على عدو أو زوجة أو ولد ونحو ذلك ودون هؤلاء من يتوكل عليه في حصول ما لا يحبه ويرضاه من الظلم والعدوان وحصول الكثم والفواحش أصحاب هذه المطالب لا ينالونها غالبا إلا باستعانتهم بالله وتوكلهم عليه بل قد يكون توكلهم أقوى من توكل كثير من أصحاب الطاعات ولهذا يلغون أنفسهم في المتالف والمهارك ويمدين على الله أن يسلمهم ويغفرهم بمطالبهم فأفضل التوكل التوكل في الواجب أعني واجب الحق وواجب الخلق وواجب آن نفس وأوسعه وأدعه التوكل في التأثير في الخارج في مصطحة دينية أو دفع محسدة دينية وهو توكل الأنبياء في إقامة ديننا ودفع فساد المفسدين في الأرض وهو توكل ورثتهم الناس بعثوا في التوكل على حسب إمامهم ومخاصبهم فمن متوكل على الله في حصول الملك ومن متوكل في حصول ربي ومن صدق توكله على الله في حصول شيء نال فإن كان مفتوطا لهم مرضيا كانت له فيه العاقبة المحمودة وإن كان مفتوطا مرضودا كان ما حصل له بتوكله مضرة عليه وإن كان مباحا حصلت له مصلحة التوكل دون مصلحة ما توكل فيه إن لم يستعن به على طاعته قال الإمام أحمد رحم الله التوكل عمل القلب أحياء بن معاذ رحم الله متى يكون الرجل متوكلا فقال إذا رضي بالله وكلا ومنهم من يفسره بالثقة بالله والطمأنينة إليه والسكون إليه قال ذنون رحم الله هو فرق تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة وأجبع القوم على أن التوكل لينافي لا يصح القيام بالأسفاب بل لا يصح إلا مع القيام بها وإلا فهو بطولة وتوكل فاسد وحقيقة الأمر أن التوكل حال مركبة من مجموع أمور لا تتم حقيقة التوكل إلا بها ورجعة التوكل فأول ذلك معرفة بالرب وخفاته من قدرته وكفايته وقيومته وقيوم ميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئاته وقدرته وهذه المعرفة أول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل الدرجة الثانية إفداف الأسباب والمسببات فالتوكل من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروم فمن أنفر الأسباب لم يستطن منه التوكل ولكن من تمام التوكل عدم الرؤون إلى الأسباب وقطع علاقة القلب بها فيكون حال قلبه قيامه بالله إلا بها وحال بدنه قيامه بها فمضربة الثالثة رسوق القلب في مقام توحيد التوكل أو لا يستطيم التوكل العبد حتى يصح له توحيده بل حقيقة التوكل توحيد القلب كما دام فيه علاقة الشرك فتوكله معلول مدخول وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل فإن العبد ما تلتفت إلى غير ذاه أخذ ذلك الالتفات شعبا من شعبي قلبه فنقص من توكله بقدر ذهاب تلك الشعبة ومنها هنا ظن من ظن أن التوكل لا يصح إلا برفض الأسباب وهذا حق ولكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح فالتوكل لا يتم إلا برفض الأسباب عن القلب وتعلق الجوارح بها فيكون منقطعا منها متصلا بها وستناده إليه وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها بل يخلع السكون إليها من قلبه ويردسه السكون إلى مسببها وعلامة هذا أنه لا يباهي بإخبالها وإدبارها ولا يضطرب قلبه ويخطط عند إدبار ما يحب منها وإخبال ما يقرأ لأن اعتماذه على الله وسكونه إليه واستناده إليه قد حصمه من خوفها ورجاتها حاله حاج من خرج عليه عدو عظيم لا طاقة له به فرأى حصنا مفتوحا فأدخله ربه إليه وأغلق عليه باب الحصن فهو يشهد عدوه خارج الحصن فاضطراب قلبه وخوفه منهم في هذه الحال لا معنى له وكذلك من أعطاه ملك ذرهم فسرق منه فقال له الملك عندي أضعاف لا تهتم متى جئت إلي أعطيتك من خزائني أضعافة فإذا علم فقول الملك ووثق به ووثمان إليه وعلم أن خزائنه مليئة بذلك لم يحزن فوته درجة الخامفة حسن الظن بالله تعالى أعلى قبر حسن ظنك به ورجائك له يكون توكلك عليه ولذلك فصر بعضهم التوكل حسن الظن فقال ها التوكل حسن الظن بالله والتحقيق أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه إذ لا يتصور التوكل على من تسيئ ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوه الدرجة الثالثة استسلام القلب إليه وانجذاب دواعيه كلها إليه وخطر منازعاته وهذا معنى قول بعضهم التوكل إسقاط التكبير يعني استسلام لتكبير الرب لك وهذا في غير باب الأمر والنحل من فيما يفعله به لا فيما أمرك بشأنه الدرجة السابعة التطوير وهو روح التوكل ونبه وحقيقة وهو إلقاء أموره كلها إلى الله وانزالها به طلبا وخيارا لا كرها واترا بل كتفوير الأبن العاجظ الضعيف المغلوم أموره إلى أبي العالم بشفاقته عليه ورحمته وتمام كفايةه وحسن علايته له وتدبيره له فهو يرى أن تدبيره له خير من تدبيره لنفسه وقيامه بمصالحه وتوليه لها خير من قيامه هو لمصالح نفسه وتوليه لها فلا يجد له أصلح ولا أرقى من تطويره أموره كلها إلى أبي وراحته من حمل كلفتها وثقل حملها ما عجزه عنها وعجانه بوجوه المصالح فيها وعلمه بكمال علم من أوض إليه وقدرته وشفاقته الدرجة الثامنة فإذا وضع قدمه في هذه الدرجة انتقل منها إلى درجة الرضا وهي ثمرة التوكل وكان شيخنا رحمه الله يقول المقدور يتنفه أمرع التوكل قابله والرضا بعده فمن توكل على الله قابل الفعل ورضي بالمقبية له بعد الفعل فقد قام بالعبودية قلت وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستقارة اللهم إني أستخيرك بعيمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فهذا توكل وتصوير ثم قال فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب فهذا تبرق إلى الله من العلم والحول والقوة وتوسل إليه سبحانه بصفاته التي هي حب ما توسل إليه بها المتوسلون ثم سأل ربه أن يقضي له ذلك الأمر إن كان فيه مصلحته عاجلا أو آجلا وأن يصرفه عنه إن كان فيه مضرته عاجلا أو آجلا فهذا هو حاجته التي سألها فلم يبقى عليه إلا الرضا بما يقضيه له فقال وقضر لي الخير حيث كان ثم رضني به ثم رضني به فقد اجتمل هذا الدعاء على هذه العارف الإلهية والحقائق الإيمانية التي من جملتها التوكل والتفويض قبل وقوع المقدور والرضا بعده وهو ثمر التوكل والتفويض وعلامة صحته فإن لم يرضى بما قضياله فتفويضه معلول فاسد فباستكمال هذه الدرجات السمان يستكمل العبد مقام التوكل وتثبت قدمه فيه والتوكل من أعمل المقامات تعلقا بالأسماء الحسنة فإن له تعلقا خاصا بعامة أسماء الأفعال وأسماء الصفات فله تعلق باسم الغفار والتوار والعفو والرحيم وتعلقا باسم الفتاح والوهاب والرزاق والمعطي والمحسن وتعلقا باسم المعز المذل الخافر الرافع آل مانع من جهة توكله عليه في إذلال أعداء دينه وخصبهم ومنعهم أسبابا نصرة وتعلقا بأسماء القدرة والإرادة وله تعلق عام بجميع الأسماء الحسنة فصره من فصره من الأئمة بأنه المعرفة بالله وإنما أراد أنه بحسب معرفة العبد يصح له مقام التوكل وكلما كان بالله أعرف كان توكله عليه أقوى ومن التوكل اصحاط طلب من القلق لا من الحق فلا يطلب من أحد شيئا فإن الطلب من القلق في الأصل محظور وغايته أن يباح للضرورة كإباحة الميتة للمضطر ونص أحمد رحمه الله أنه لا يجب وكذلك كان شيخنا يشير إلى أنه لا يجب الطلب والسؤال وسمعته يقول في السؤال ظلم في حق الربوبية وظلم في حق الخلق وظلم في حق آل نفس أما في حق الربوبية فلما فيه الذل لغير الله وإراقة ما الوجه لغير خالقه والتعود عن سؤاله بسؤال المخلوقين وأما في حق الناس فبمنازعتهم ما فيه أيديهم بالسؤال واستخراجه منهم وأبغض ما إليهم من يسألهم وأحب ما إليهم من لا يسألهم فإن أموالهم محبوباتهم ومن سألك محبوبك فقد تعرض لمطك ومغضب وأما ظلم السائل نفسه حيث امتهنها وأقامها في مقام ذل السؤال ورضي لها بذل الطلب إما هو مثله فالسائل خير منه وأعلى قدره فسؤال المخلوق للمخلوق سؤال الفقير للفقير بتعالى كلما سألته كرنت عليه ورضي عنك وأحبك والمخلوق كلما سألته كنت عليه وأبغضك وقلاك كما قيل الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسألوا يغضبوا وقبيح بالعبد المريد أن يتعرض لسؤال العبيد وهو يجد عند مولاه كل ما يريد وفي صحيح مسلم عن عوف ابن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال ألا تبايعون رسول الله وكنا حديثي عهد في بيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلا من بايع فقال أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا والصلوات الحمس وأثر كلمة خفية ولا تسأل الناس شيئا قال ولقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط صوت أحدهم فما يسأل أحد أن يناوله إياه فما يسأل أحد أن يناوله إياه