Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى خلقنا من العدم ورزقنا من النعم ودفع عنا النقم الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة والسابقة واللاحقة والدينية والدنيوية ما نعلم منها وما نجهل اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه نعبدك وحدك لا شريك لك نركع ونستد لك ذلا وخبوعا ونصلي لك شكرا وتعظيما وندعوك خوفا وطمعا نخاف عذابك ونرجو رحمتك لا ملجا لنا منك إلا إليك ولا حول لنا ولا قوة إلا بك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير فعال لما يريده أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فهذه خطبة بعنوان الزلازل عبر وعبات وتعاون وأخلاق يقول ربنا سبحانه وتعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون أيها الإنسان ما دمت في هذه الدار لا تسلم من الأكدار طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار أيها المسلمون الله سبحانه خلقنا لعبادته وسخر لنا النعم الظاهرة والباطنة لنؤمن به ونشكره قال الله سبحانه وتعالى كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال سبحانه ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون فمن أكل من رزق الله واستعمل نعمه في معصيته فقد استحق عذابه قال الله العزيز القهار ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما ومن آمن وعمل صالحا فقد وعده الله بالحياة الطيبة في الدنيا والقوز بالجنة في الأخرى قال الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وقال الله تبارك وتعالى ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحا وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون أولم يهدي للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء وأصبناهم بمنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون أيها المسلمون من حكمة الله سبحانه أن الناس إذا لم يشكروا الله على نعمه ونسوا ذكره وأعرضوا عن عبادته فإنه يبتليهم بالشدائد من الأمراض والزلازل والفيضانات والبراكين والإعصارات وغير ذلك لعلهم يرجعون عن الكفر إلى الإيمان وعن المعصية إلى الطاعة فمن الناس من يعتبر ويستعب ويتوب إلى الله سبحانه ومن الناس من يستمر في غفلته ولا يفيق من سكرته إلا عند موته وهذا حال أكثر الناس إلا من رحم الله قال الله تعالى وما نرسل بالآيات إلا تخويفا وقال سبحانه ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا وقال عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليزيدهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون نهال للأمر الذي يروعنا ونرتعي في غفلة إذا انقضى قال الله سبحانه ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتبرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون وقال سبحانه ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتبرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تبرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما بكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوثوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون أي آيسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصطفون قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون وقال الله عز وجل ولنضيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون وقال تبارك وتعالى قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين وقال عز وجل وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مصطورا فقد حكم الله في كتابه المحبوب أن يهلك كل قرية أي كل مدينة لأنهم لا يؤمنون بالله ولا يشكرون الله على نعمه اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر من تأمل في أحوال الناس يجد أن الله سبحانه يعذب الغافلين عن عبادته بأنواع العذاب الدنيوي لعلهم يتوبون إليه فمنهم من يتوب وأكثرهم لا يعقلون صم بكم عمي فهم لا يرجعون ففي الزمن القريب حصلت ذلازل وفيضانات وإعصارات وأمراض متفشية وجذب وغلاء وخوف وجوع وكل ذلك بسبب ذنوب العباد قال الله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما فسبت أيديكم ويعفو عن كثير وإن كثرة الزلازل من علامات اقتراب يوم القيامة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وكم تخلف هذه الزلازل من قتلى ومصابين ومشردين وخسائر مادية كثيرة ومن الزلازل المشهورة في زمن قريب زلزال في الصين سنة 1920 ميلادي قتل نحو 200 ألف شخص زلزال في اليابان سنة 1923 قتل نحو 143 ألف شخص زلزال آخر في الصين سنة 1927 قتل نحو 200 ألف شخص زلزال في بنغلاديش سنة 1970 قتل نحو 500 ألف شخص زلزال ثالث في الصين سنة 1976 قتل نحو 255 ألف شخص زلزال المحيط الهندي سنة 2004 ميلادي الذي سبب إعصار تسونامي وخلف أكثر من 150 ألف قتيل بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المفقودين وأكثر من مليون مشرد زلزال اليابان سنة 2011 الذي خلف نحو 18 ألف قتيل ومن الزلازل القريبة الوقوع فيما حولنا من بلاد المسلمين زلزال في اليمن في بمار سنة 1403 هجرية الموافق 1982 ميلادية زلزال في شمال غرب إيران سنة 1414 هجرية زلزال في مدينة القاهرة بمصر سنة 1413 هجرية زلزال خليج العقبة في الأردن وفلسطين سنة 1416 هجرية زلزال في شمال غرب تركيا سنة 1420 هجرية زلزال في شمال المغرب سنة 1425 هجرية زلزال في شمال باكستان وكشمير سنة 1426 هجرية وفي نفس العام زلزال في شرط أندنوسيا زلزال في شمال الجذائر سنة 1427 هجرية وفي نفس العام زلزال قوي في جديرة جاوى الأندنوسية وزلزال آخر في شمال أندنوسيا زلزال في باكستان سنة 1429 هجرية وفي نفس العام زلزال قوي في شمال أندنوسيا زلزال في إيران سنة 1430 هجرية وقبل سنتين عشرة سنة وقع زلزال قوي في شرط تركيا سنة 1432 هجرية وقبل أيام في هذا الشهر شهر رجب سنة 1444 للهجرة وقع زلزال عظيم في جنوب غرب تركيا وشمال سوريا خلف آلاف القتلى والجرحى والمشرجين وإنا لله وإنا إليه راجعون أيها المسلمون عذاب الله إن وقع عاما في الدنيا يشمل الصالح والفاسد ويكون عقوبة للمجرمين وتنبيها للغافلين وتطهيرا للصالحين ورفع درجات للمؤمنين ويكون عبة وعبرة للمعتبرين قال الله سبحانه واتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب فالله يأمرنا أن نعلم أنه شديد العقاب وهو لا يحابي أحدا وهو يغضب على من كفر وعفاه ويعذب من لم يشكره على نعمه كائنا من كان قال الله سبحانه لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عفوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وقال عز وجل ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجذبه ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا فهذه الزلازل ونحوها من المصائب العامة عقوبات دنيوية من الله العزيز الغهار ومن يموت بالزلازل والفيضانات وغيرها من المسلمين فإنه من الشهداء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم المطعون شهيد الذي يموت بالطاعون والمبطون شهيد الذي يموت بوجع البطن والغريق شهيد وصاحب الهدم شهيد وصاحب الحرق شهيد والمرأة تموت في نفاسها شهيدة وهذه الدنيا دار بلاء وما عند الله خير للأبرار والآخرة خير وأبقى فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وقد يبتل الله الصالحين فيها بما يشاء ويجعل ذلك كفارة لهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حد ولا أدى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه وعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوم ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله الصخط فالمؤمن يرضى بالله ربا يرضى بحكمه الشرعي وحكمه القدري فهو راض عن الله فيما شرعه وفيما قدره ويموت المسلم وهو راض عن ربه فيما افتلاه به فيرفع الله درجاته ويغفر له ذنوبه ولا يصل إلى منزلة الرضا عن الله في كل ما شرعه وفي كل ما قدره إلا من كان يخشى الله ويتقيه ويطمئن بذكره ويشكره كما قال الله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه وتبشر الملائكة هؤلاء المتقين بالجنة عند موتهم فتقول لهم يا أية النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فهم الفائزون وإن أصابهم ما أصابهم من بلاء الدنيا الفانية كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أيها المسلمون يجب على المسلم أن يعلم أن الله فعال لما يريده وأنه أحكم الحاكمين فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن وكل شيء عنده بمقدار وخلق كل شيء فقدره تقديرا ومن أصابته مصيبة فهي بإذن الله وتقديره وقد كتب الله ذلك عليه قبل أن يخلقه قال الله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابه من قبل أن نبرأها أي من قبل أن نخلقها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون والقدر سر الله في خلقه فلا يجوز الخوف فيه بالآراء فالقدر كالشمس من أكثر النظر إليها ضعف بصره وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فيجب أن نؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره فالله خالق كل شيء قال الله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدر وقال سبحانه إن ربك فعال لما يريده دعي الاعتراض فما الأمر لك ولا الحكم في حركات الفلك ولا تسأل الله عن فعله فمن خاض لجة بحر هلك إليه تصير أمور العباد دعي الاعتراض فما أجهلك أقول ما سمعتم ويغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله ولي الصالحين في الدنيا والأخرى وسع كل شيء رحمة وعلماء لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون والله يعلم وأنتم لا تعلمون يهدي من يشاء بفضله ويبل من يشاء بعدله أما بعد ففي الزلازل عبر وعباة للمعتبرين ومن ذلك أنها تبين للناس قوة الله وكمال قدرته وتذكر الناس بالزلزلة الكبرى يوم القيامة يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مربعة عما أربعة وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارا وما هم بسكارا ولكن عذاب الله شديد يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا يوم ترجف الراجفة تتبعها الراجفة إذا زلزلت الأرض زلزالها يوم القيامة تزلزل الكرة الأرضية كلها لا يزلزل منطقة فيها بل جميع الأرض تزلزل إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أفطالها أي ما فيها من الأموات من الأولين والآخرين وقد صاروا ترابا يعيدهم الله كما كانوا وهو على كل شيء قدير وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها كلا إذا دكت الأرض دكا دكا فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة أيها المسلمون يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عبو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فيجب على المسلمين أن يسارعوا في مساعدة إخوانهم المنكوبين في أي مصيبة أينما كانوا ويسارع كل مسلم في إغاثتهم بما يستطيع ببدله وماله ويجوز تعجيل الزكاة للمتضررين من المسلمين ومن لم يستطع أن يعينهم ببدنه أو ماله فليحرص على الدعاء لهم ويحف غيره من المستطيعين على نفعهم فخير الناس أنفعهم للناس والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة وقد أمر الله عباده بالتعاون على تحقيق المصالح ودفع المفاسد الدينية والدنيوية قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإذن والعدوان واستقوا الله إن الله شديد العقاب وأمر الله بالإحسان إلى جميع عباده وكل معروف صدقه ولو على حيوان فما بالك بإنسان وإن من أعظم المعروف عند النوازل إغاثة المنكوبين وتخفيف مصابهم والصدقة عليهم وصيانة أعرابهم وأموالهم وعدم استغلال حاجتهم ومن الخير مساعدة المنكوبين والمتضررين ولو كانوا فسقة أو كافرين فكم من فاسق أو كافر يرجع إلى ربه بعد مصيبته وحسن الأخلاق من أساليب الدعوة إلى دين الإسلام فإذا علم الفاسق أو الكافر أن المسلمين الصالحين يحرصون على إغاثته وتفريج كربته وأنهم يحسنون إليه لإصلاح دنياه فإنه يقبل منهم إصلاح دينه ومن مات منهم على كفره فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفرح الكافرون أيها المسلمون لا يجوز أن نظن الزلازل كوارث طبيعية كما يقول غافلون بل هي بأمر الله سبحانه وقدرته وتدريره وحكمته فهو الذي يقدر المقادير ويسبب الأسباب وهو على كل شيء قدير فالمسلم يعتبر ويتعب ويعلم أن الله قادر عليه في نومه ويقضته وفي ليله ونهاره والكافر والفاجر لا يتعب بهذه الآيات ويظنها أمور طبيعية ولا يعلم أنها عقوبات إلهية على بعض ذنوب الناس وأنها تحذير من الله لعباده ليخافوا عقوبته وتنبيه لهم ليتوبوا إلى ربهم ولو يآخذ الله الناس في الدنيا بجميع ذنوبهم لأهلك الأرض ومن عليها كما قال الله العزيز القهار ولو يآخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من ذاته ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا وقال الله تعالى وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعًا أَوْ تَحُلُّوا قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادِ وقال سبحانه أَفَأَمِنَا الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أي يخصف الله بهم الأرض أو يأثيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم أي في أسفارهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم وقال عز وجل أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْصِفَ بِكُمُ الْأَرْضِ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرٌ وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرٌ أيها المسلمون نحن بعفاء ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله الذي خلقنا فمن يعطينا الهوى الذي نتنفسه ومن ينزل علينا الماء الذي نشربه قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَفْضَحَ مَاءُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ولو شاء الله لأمات الواحد منا بغصة من الماء الذي يشربه أو بسكتة قلبية أو جلطة ذماغية والنوم أخ الموت ولو شاء الله حين ينام الواحد منا لا يبعثه من نومه فإذا بعثك الله بعد نومك فاحمد الله على أن أحياك بعد موتك وبادر إلى الصلاة واعمل صالحا واشكر ربك على نعمه ولا تجعل يقضتك للمعاصي والغفلة عن ذكر الله وشكره وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مدين فلنتب إلى الله ثوبة النصوح ولنستعد للقاء الله بالتوبة والأعمال الصالحة وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون أيها المسلمون إنما مثل الحياة الدنيا كما إن أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها والزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تظن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون اللهم أحسن خاتمتنا اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام وأخرجنا من الظلماء إلى النور اللهم أحسن خاتمتنا