Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
منزلة الإخلاص قال الله تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُفْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنِسُكِي وَمَحْيَايا وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وقال الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِأَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله هو أخلصه وأصبه قالوا يَا أَبَى عَلِي مَا أَخْلَصَهُ وَمَا أَاصَبُهُ فقال إِنَّ الْعَمَلَ إِذَا كَانَ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا الصَّوَابًا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ قوله تعالى قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرُجُو لِقَاءً رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَارِحًا وقال تعالى وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فإسلام الوجه لله تعالى إخلاص القصد والعمل له والإحسان فيه متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم سنته وسنته وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن ابن أبي وقاص رضي الله عنه إِنَّكَ لَنْ تُخْلَّفْ فَتَعْمَلْ عَمَلًا تَبْتَغِ بِهِ وَاجْفُ اللَّهِ تعالى إِلَّا ازْدَتْ بِهِ خَيْرًا وَضَرَجَةً وَرِفْعَةً وأكبر عن أول ثلاثة تصعر بهم النار قارئ القرآن والمجاهد والمتصدق بماله الذي فعل ذلك ليقال فلان قارئ فلان شجاع فلان متصدق فلان تكن أعمالهم خالصة لله وفي الحديث الصحيح الإلهي يقول الله تعالى أنا أغنى شركاتي عن الشر من عمل عملا أشرك فيه غيري فهو للذي أشرك به وأنا بريء منه وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وقال تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم وقد تنوعت ربارتهم في الإخلاص والقصد واحد فقيل هو إفراض الحق سبحانه بالقصد في الطاعة وقيل التوقع من مراحبة الخلق حتى عن نفسك والصدق التنقي من مطاع ضاعة النفس فالمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له ولا يتم الإخلاص إلا بالصدق ولا الصدق إلا بالإخلاص ولا يتم نام إلا بالصبر وقيل الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظري إلى الله ومن تزين للناس بما ليس فيه فقط من عين الله ومن كلام الفضيح رحمه الله ترك العمل من أدل الناس رياء والعمل من أدل الناس شرب والإخلاص أن يعافيك الله منهما إن تعرض العبد في عمله يعرض للعامل في عمله ثلاث آفات رؤيته وملاحظته وطلب العوض عليه ورضاه به وسكونه إليه فالذي يخلصه من رؤية عمله مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه وأنه إنما أوجب عمله فمشيئة الله لا مشيئاته هو كما قال تعالى وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لو خلي بينه وبين نفسه لم يكن من فعله الصالح شيء أألبت فإن النفس داهلة ظالمة طبعها الكسل وإيثاء الشهوات والبطالة وهي منبع كل شر ومقوى كل سوء وما كان هكذا لم يصدر منه خير ولا هو من شأنه الذي يصدر منها إنما هو من الله تعالى لا من العبد ولا به كما قال تعالى وَلَوْ لَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا ذَكَّى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وقال أهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدان الله فكل خير في العبد فهو مجرد فضل الله ومنته وإحسانه ونعمته وهو المحمود عليه فرؤية العبد لأعماله في الحقيقة كرؤيته لصفاته الخلقية من سمعه وبصره وإدراكه وقوته بل من صحته وسلامة أعضائه ونحو ذلك فالكل مجرد عطاء الله ونعمته وفضله فالذي يخلص العبد من هذه الآفة معرفة ربه ومعرفة نفسه والذي يخلصه من طلب العوض على العمل علمه بأنه عبد محب والعبد لا يضحك على سدمته لسيده عوضا ولا أجر إذ هو يخدمه بمقدر عبوديته فما يناله من سيده من الهجر والثواب تفضل منه لا معاوضة إذ الخجرة إنما يسحقها الحر أو عبد الغير أما عبده نفسه فلا والذي يخلصه من رضاه بعمله وسكونه إليه أمران أحداهما مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان فقل عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل وللنفس فيه حظ سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات الرجل في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد فإذا كان هذا الالتفات طرفه أو لحظه فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية الثاني علمه بما يستحقه الرب عز وجل من حقوق العبودية وآذى بها الظاهرة والباطنة وشروطها وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقها وأن يرضي بها لربه فالعارف لا يرضي بشيء من عمله لربه ولا يرضي نفسه لله تعالى فرقة عين ويستحي من مقابلات الله بعمله فسوء ظنه بنفسه وعمله وبغضه لها وكرهاته لأنفاسه وصعودها إلى الله يحول بينه وبين الرضا بعمله والرضا عن نفسه